[size="5"]آيات البيت الحرام وهى التي أشار إليها الله عزَّ وجلَّ
فى قوله: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ. فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً) [آل عمران:96،97].
وهذه الآيات تنقسم إجمالاً إلى قسمين:
أولاً: آيات معنوية: وهى أن من دخله يكون آمناً من غضب الله وسخط الله وعذاب الله، وفى ذلك يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذا البيت دعامة الإسلام ومن خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر زائراً، كان مضموناً على الله إن ردّه ردّه بأجر وغنيمة، وإن قبضه أن يُدخله الجنة"(1)
هذا بالإضافة إلى استجابة الدعاء، وتحقيق الرجاء، وغفران الذنوب، وشرح الصدور، وغيرها من أنواع الفضل الإلهي والفتح الرباني.
ثانياً: الآيات الحسية: وهي الأماكن التي خصها الله بالفضل في البيت أو حوله ومنها:
الحجر الأسود: وهو ياقوتة من الجنة يقول صلى الله عليه وسلم في شأنها: " الحَجَرُ الأسود يمين الله فى الأرض، يصافح بها عباده كما يصافح أحدكم أخاه" ، وقد ورد أنه:"اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ الْحَجَرَ، ثُمَّ وَضَعَ شَفَتَيْهِ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلاً، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَبْكِي. فَقَالَ: يَا عُمَرُ هـهُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ "(2)
وقال صلى الله عليه وسلم: "يَأتي الرُّكْنُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْظَمَ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ، له لِسَانٌ وشَفَتَانِ" ، وفى رواية زاد: " يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بالحقِّ، وهو يَمينُ الله عزَّ وجلَّ يُصَافِحُ بها خَلْقَهُ ".
ويفسر الإمام علىٌّ رضي الله عنه السرَّ فى هذا الحجر فى الحديث الذي دار بينه وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه َلَمَّا دَخَلَ الطَّوَافَ اسْتَقْبَلَ الْحَجَرَ فَقَالَ: ] إِني لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَني رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يُقَبلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ، ثُمَّ قَبَّلَهُ، فَقَالَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ يَضُرُّ وَيَنْفَعُ. قَالَ: بِمَ ؟ قَالَ: بِكِتَابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، قَالَ: وَأَيْنَ ذ?لِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ:
قَالَ تَعَال?ى:"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُريَّتَهُمْ "
إِلَّىِ: "بَل?ى". خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَمَسَحَ عَل?ى ظَهْرِهِ، فَقَرَّرَهُمْ بِأَنَّهُ الرَّبُّ وَأَنَّهُمُ الْعَبِيدُ، وَأَخَذَ عُهُودَهُمْ وَمَوَاثِيقَهُمْ وَكَتَبَ ذ?لِكَ في رَقَ، وَكَانَ لِهَذا الْحَجَرِ عَيْنَانِ وَلِسَانَانِ، فَقَالَ: افْتَحْ فَاكَ، فَفَتَحَ فَاهُ، فَأَلْقَمَهُ ذ?لِكَ الرَّقَّ، فَقَالَ: "اشْهَدْ لِمَنْ وَافَاكَ بِالمُوَافَاةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
وَإِني أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: "يُؤْتَى? يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْحَجَرِ الأَسْوَدِ وَلَهُ لِسَانٌ ذَلِقٌ يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِالتَّوْحِيدِ"، فَهُوَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ يَضُرُّ وَيَنْفَعُ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَعْيشَ في قَوْمٍ لَسْتَ فِيهِمْ يَا أَبَا الْحَسَنِ[(3)
الركن اليمانى: وهو الركن المواجه للحجر فى الجهة الأخرى من الكعبة، قال فيه صلى الله عليه وسلم: " على الركن اليمانى ملكان يؤمّنَان على دعاء من مرّ بهما"(4)
وأيضاً يقول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مَسْحَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالرّكْنِ الأْسْوَدِ يَحُطُّ الْخَطَايَا حَطَّاً "(5)
وقد ورد أيضاً: "بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَزَمْزَمَ قُبُورُ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ نَبِيًّا، وَأَنَّ قَبْرَ هُودٍ وَصَالِحٍ وَشُعَيْبٍ وَإِسْمَاعِيلَ فِي تِلْكَ الْبُقْعَةِ "(6)
الملتزم: وهو المكان الذي بين الحجر الأسود وباب الكعبة، ويقابله المسْتجار وهو ما بين الركن اليماني والباب المسدود خلف الكعبة، ويسمى بالملتزم لأن الناس يلتزمونه للدعاء عنده تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَا دَعَا أَحَدٌ بِشَيْءٍ فِي ه?ذَا الْمُلْتَزَمِ إِلاَّ اسْتُجِيبَ لَهُ"(7).
مقام إبراهيم: وهو الحجر الذي وقف عليه الخليل عليه السلام لبناء البيت أو للآذان بالحج، وفى الحديث عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: " يَا رَسُولَ الله، لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إبْراهِيمَ مُصَلَّى، فَأنْزَلَ الله عزَّ وجلَّ: ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إبْراهِيمَ مُصَلَّى ) [125- البقرة]"(
وقد قال صلى الله عليه وسلم فى شأنه:"من صلى خلف المقام ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وحشر يوم القيامة من الآمنين"(9)
حِجْر إسماعيل: وهو المكان الملاصق للكعبة والذي عليه جدار على صورة نصف دائرة، وسمي حِجْر إسماعيل لأنه ورد: "إنَّ إسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ شَكَا إلَى رَبِّهِ حَرَّ مَكَّةَ؛ فَأَوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ أَنْ افْتَحُ لَك بَابًا مِنْ الْجَنَّةِ فِي الْحِجْرِ يَخْرُجُ عَلَيْك الرَّوْحُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (10)
وهو جزء من الكعبة، ولذا فإنه من أراد أن يدخل الكعبة وتعذّر عليه ذلك، فعليه بالصلاة في الحجر، لما قد روى عن عائشة رضي الله عنه أنها أخبرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: " كُنْتُ أُحِبُّ أنْ أدْخُلَ البيْتَ فأُصَلِّي فيهِ، فأَخَذَ رسولُ الله بِيَديِ فأَدْخَلَنيِ الْحِجْرَ وقال: صَلِّي في الْحِجْرِ إن أرَدْتِ دُخُولَ البيتِ فإِنَّما هُوَ قِطْعَة مِنَ البَيْتِ"(11)
ومن فضائله أن فيه قبر سيدنا إسماعيل وأمه هاجر، وفيه الميزاب الذي ينزل فيه المطر المتجمع من على سقف الكعبة، ويقول صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد يدعو تحت الميزاب إلا استجيب له"(12)
الحطيم: وهو الجزء الواقع ما بين الحجر الأسود ومقام إبراهيم وزمزم والحِجْر، وسمى بذلك لأنه يحطم الذنوب يعنى يكسرها ويقضى عليها، وفيه المَلك الذي أخبر صلى الله عليه وسلم أنه يقول للمرء - بعد فراغه من الطواف وصلاة ركعتين:"استأنف العمل فيما بقي، فقد كفيت ما مضى، واشفع في سبعين من أهل بيته"(13)
آيات جامعة فمنها إلقاء هيبة هذا البيت وتعظيمه في قلوب الناس، وكفُّ الجبابرة عنه على مرِّ الدهور والعصور، وتعجيل العقوبة لمن قصده بسوء كأصحاب الفيل.
ومنها أن الفرقة من الطير تُقْبل حتى إذا كادت تبلغه إنفرقت فرقتين، فلا يعلوه شيء منها إلا الطائر المريض فإنه يعلو ظهره للحظات فيشفى بإذن الله.
ومنها أن المطر إذا عم جميع جوانبه دلَّ ذلك على حصول الخصب في جميع جهات الأرض، وإن كان المطر من جانب، أخصب الجانب الذي تجاهه من الأرض.
ومنها أنه منذ خلقه الله تعالى، ما خلا عن طائف به من إنس أو جن أو مَلَك أو غيرهم.
وغيرها الكثير والكثير[/size]
[size="3"](1) ورد فى مجمع الزوائد وشفا الغرام وتاريخ مكة للأزرقى.
(2)رواه الأزرقى فى أخبار مكة والمحب الطبرى فى القرى عن ابن عباس.
(3) أى تصبَّ الدموع، سنن ابن ماجه عن ابن عمر.
(4)عن عبد الله بن عمرو بن العاص رواه أحمد، والطبراني في الأوسط.
(5)عن أَبي سعيد الخدري، رواه الهندي في فضائلِ مَكَّةَ، وأَبو الحسن القَطَّانِ (6)في المطوالات، جامع المسانيد والمراسيل
(7) عن ابن عمر رَضِي الله عنهما، مسند الإمام أبى حنيفة، وأخرجه الأرزقى موقوفاً.
(عن ابن عمر رَضِي الله عنهما، رواه أحمد والنسائي.
(9) تحفة المحتاج في شرح المنهاج، قاله ابن اسباط، وفى كثير غيرها
(10) عن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُمَا، جامع الأحاديث والمراسيل.
(11)عن عمر سنن النسائي الكبرى
(12) رواه الديلمى والقاضى عياض فى الشفاء
حاشية البيجرمي على الخطيب، أخرجه الحسن.
عن عائشة رضِيَ الله عنها، سنن الترمذي
(13) رواه الجامع اللطيف وشفاء الغرام.
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أخبار مكة للأزرقي، قال أبو محمد الخزاعي حدثنا يحيى بن سعيد بن سالم بإسناده مثله.
[/size]
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D8%B2%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%B1[URL="http://www.fawzyabuzeid.com/wp-content/uploads/2015/book/Book_Mokhtaser_zad_hag_wamoetamer.pdf"][SIZE="5"]منقول من كتاب {زاد الحاج والمعتمر} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً[/SIZE][/URL]
https://www.youtube.com/watch?v=evCVzq7B5ro