تأثير بشرى واضح على المناخ

موضوع: تأثير بشرى واضح على المناخ 22.11.07 19:18

تأثير بشري "واضح" على المناخ

قال تعالى :‏{ ‏ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس‏ }‏ ‏[‏الروم‏:‏ 41‏]
سبحان الله العالم الخالق

توصل تقرير علمي، كلفت الحكومة الأمريكية بإعداده، إلى نتيجة مفادها أنه يوجد "دليل واضح" على تغير في الطقس تسببت به الأنشطة البشرية.

وقال التقرير الذي أعده البرنامج العلمي الفيدرالي الأمريكي لتغير المناخ إن الاتجاهات التي تم ملاحظتها عبر الـ50 سنة الماضية "لا يمكن شرحها بالعمليات الطبيعية فقط."

فقد وجد التقرير أن درجات الحرارة قد ازدادت في طبقات الجو الدنيا كما هي عليه الحال أيضا على سطح الأرض.

على أية حال، يقول العلماء الذين هم على صلة بالتقرير إن هناك حاجة ماسة لمعلومات أوثق عن المناخ.

وتشيرالملاحظات المتراكمة عبر السنين إلى أن الطبقة الدنيا من الغلاف الجوي أو ما يعرف بالتروبوسفير لا تشهد عملية تسخين رغم وجود دليل على ارتفاع درجات حرارة الأرض.

مشككون
هذه النتيجة تخالف بالطبع الأسس العامة المسلم بها في علم فيزياء المناخ والتي تم استخدامها من قبل "المشككين بموضوع المناخ" كدليل على صحة نظريتهم القائلة بعدم وجود تسخين حقيقي للمناخ.

التقرير الجديد، التي جاء تحت عنوان "اتجاهات تغير المناخ في طبقات الجو الدنيا"، يعيد تحليل المعلومات المناخية ويقدم استنتاجا مفاده أن درجات الحرارة في طبقات الجو السفلى هي في ارتفاع.

وحسب التقرير فهذا يعني أن أثر الأنشطة البشرية على المناخ العالمي هو غاية في الوضوح.

يقول التقرير: "إن نماذج التغير المناخي التي تم ملاحظتها خلال الـ50 سنة الماضية لا يمكن شرحها بالعمليات الطبيعية لوحدها، ولا حتى بتأثير مكونات الطقس التي عادة ما تدوم لفترة قصيرة مثل الضباب الجوي أو الأوزون المتواجد في طبقة الجو السفلى."

مشكلة تحتاج إلى حل
يبقى هناك الكثير من عدم اليقين في موضوع المناخ، وهذه مشكلة مازالت تحتاج إلى حل.

أما على الصعيد العالمي، يستنتج التقرير، فقد ارتفعت درجات الحرارة في طبقات الجو الدنيا بمعدل 0.10 و0.20 درجة مئوية كل عشر سنوات منذ عام 1979، أي في الوقت الذي أصبحت فيه المعلومات التي تبثها الأقمار الصناعية متوافرة بشكل عام.

وحسب التقرير، فالفجوة الواسعة بين الرقمين تعني أنه "ليس من الواضح فيما إذا كانت الطبقات الدنيا من الغلاف الجوي قد ازدادت سخونتها بشكل أكبر من حرارة الأرض."
يعزو بيتر ثورن، من المكتب البريطاني للأرصاد الجوية والذي كان أحد المشاركين في إعداد التقرير الأمريكي الجديد، عدم اليقين هذا إلى فقر في المعلومات.

ففي حديث لـبي بي سي، يقول ثورن: "نحن في الأساس لم نكن نراقب الطقس ولم نضع المناخ نصب أعييننا.

"نحن الآن نتطلع إلى إشارات صغيرة في معلومات هي جد مشوشة. فمن يوم إلى آخر يمكن للطقس أن يتغير بمعدل 10 درجات مئوية، ولكننا لا نتطلع إلى إشارة تبدل تصل إلى 0.1 درجة في القرن الواحد."

ويظهر التقرير على وجه الخصوص تناقضا واضحا عندما يتعلق الأمر بالمدارات حيث يستنتج أن درجات الحرارة ترتفع ما بين 0.02 و0.19 درجة في العقد الواحد من الزمن. وهذا هامش كبير من الخطأ.

تسخين
بالإضافة إلى ذلك فغالبية بنوك المعلومات المتوافرة حاليا تقول بوجود تسخين أكبر في سطح الأرض مما هو عليه الأمر في طبقات الجو الدنيا، بينما معظم النماذج البحثية تتنبأ عكس ذلك.

فريد سنغر من مشروع سياسة العلوم والبيئة، وهو من كبار المشككين في نظرية التغير البيئي، يرى في دعم التقرير لمفهوم تغير المناخ بسبب الأنشطة البشرية مجرد تشويش أكثر مما هو خوض في جوهر الموضوع.

يقول سنغر: "المعلومات الأساسية في التقرير لا غبار عليها. إلا أن التفسير الذي أعطي يختلف بالأساس عما تقوله المعلومات صراحة."

عدم تواؤم
ويضيف سنغر: "من الملاحظ على وجه الخصوص أن مؤلفي التقرير يتجاهلون النتيجة الرئيسية لبحثهم والقائلة إن المعلومات لا تتفق مع النماذج."

قياس درجات الحرارة في طبقات الجو السفلى هي ليست عملا سهلا على الإطلاق.

فالأقمار الصناعية تتحسس "معدل" درجات حرارة الهواء بينها وبين سطح الأرض، وهي تكاد تكون عمياء بالنسبة لما يحدث على ارتفاعات مختلفة.

بالنسبة للأجسام المركبة، فإن الأجهزة الموجودة على متن الأقمار الصناعية تتعرض للتآكل مع مرور الزمن وتنحرف المدارات بشكل طفيف، كما أن التدريجات والمعايير المستخدمة تختلف من قمر صناعي إلى آخر من حيث الجودة والرداءة.
وتأخذ البالونات المناخية، أو المسابير اللاسلكية، القياسات المطابقة للواقع عند هبوطها باتجاه الأرض.

إلا أن العلماء لا يعيدون تقييم الأدوات فيما بعد فهم يتعاملون معها على مبدأ أنها معدات "أطلقها وانس شأنها."

لا شك أن تصحيح كل مصادر الأخطاء المحتملة هذه عملية حساسة وتستغرق الكثير من الوقت.

التقرير يصدر توصيات غاية في الوضوح عن نوعية البنى التحتية اللازمة لإنتاج معلومات ذات سوية عالية ولإيجاد حل لحالات عدم اليقين العالقة.

وتتضمن التوصيات التي اعتمدها التقرير الآتي:

إنشاء مواقع تكون بمثابة المراجع لمعايير وقياسات المسابير اللاسلكية والتي قد تزيد من درجة التوافق والتواؤم بين بنوك وقواعد المعلومات.

التأكد من أن فترات تشغيل الأقمار الصناعية تتداخل فيما بينها لتسمح بإجراء مقارنة لقراءات الأجهزة المختلفة وإجراء تقاطع للمعلومات التي يتم الحصول عليها.

مراقبة العوامل الجوية كالرياح والغيوم والرطوبة في طبقات الجو الدنيا للتأكد من أنها تتواءم مع معلومات درجات الحرارة التي يتم الحصول عليها.

صورة واضحة
هذه الاستنتاجات قد تساهم في إعطاء صورة واضحة وغير مشوشة لتسخين طبقات الجو السفلى، مما يساهم في إزالة نقاط الاختلاف والتضاد بخصوص الصورة العلمية ويعطي معلومات واضحة تستخدم لتحسين نماذج الكمبيوتر.

ويعود ثورن ليقول: "سأتحفظ على القول إن التقرير يقدم جوابا شافيا وواضحا، إلا أنه يمكنني القول إنه يعطي خارطة طريق واضحة.

"ولكن يكفي أنه لدينا الآن عملية تداخل وتشابك فيما بين ما يحدث الآن وبين ما نعتقد أنه يجب أن يحدث."