عـــــــــالم المـــــــــــــاء

بسم الله الرحمن الرحيم

عالم الماء عالم قيل فيه الكثير وها انذا اختصر لكم هذا الموضوع
ذكر الله سبحانه في القرآن الكريم عالم الماء الذي خلق منه مواد الاشياء قال تعالى (أولم يرى الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيئ حي أفلا يؤمنون) فهذا هو ماء الحياة الذي أشتمل على جميع العناصر الوجودية التكوينية الأربعة
وهو المذكور في قوله تعالى( وكان عرشه على الماء) وهذا غير الماء المعهود لم تجتمع فيه عناصر الوجود بل هو واحد منه فكانت السماوات والارض رتقا- أي جملة مجملة في ذاللك الماء- ففتقناهما سبحانه أي فصل وجودهما, اولا الى مرحلة تبخير الماء وتكثيفه,فمن بخار الماء اللطيف خلق السماوات, ومن كثيف الماء خلق الارض والاجرام العلوية واكواكب على مختلف انواعها ثم فصلهما سبحانه الى سبع سماوات وسبع ارضين ثم امطر السماء وانبت الارض ولذلك قال تعالى في آخر الآية السابقة (وجعلنا من الماء كل شيئ حي) –أي الماء الذي كانت السماوات والارض رتقا فيه- أي مجملة فيه كجملة الكلمات في الدواة قبل ان يفصلها القلم ويدلك على ان هذا الماء هو المراد في الآية الكريمة ما رواه الامام احمد وغيره عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال –قلت يا رسول الله ص اني اذا رايتك طابت نفسي وقرت عيني فأخبرني عن كل شيئ؟ - أي مما خلق-. فقال ص( يا ابا هريرة كل شيئ خلق من ماء ) قلت اخبرني بشيئ إذا عملته دخلت الجنة؟ فقال( اطعم الطعام وافش السلام وصل الارحام وصلي باليل والناس نيام-تدخل الجنة بسلام) وروى الترمذي عن ابي هريرة ر -قلت يارسول الله مما خلق الخلق فقال ص(من الماء------) الحديث بطوله- ورواه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه فذلك الماء هو المادة الاولى لعالم الخلق المادي ولا سبيل لللإشتباه فيفهم الآية فالأحاديث المتقدمة بيان الآية الكريمة وقد قال الله تعالى (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) وسيأتي الكلام على ذلك حين نتحدث عن عالم السموات إن شاء الله تعالى وقد روى الطبراني(في الكبير ) بإسناد رجاله رجال الصحيح عن بن مسعود (ر) (ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام وما بين كل سماء بين خمسمائة عام وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمسمائة عام والعرش على الماء والله –جل ذكره –على العرش استوى- أي كما قال تعال (الرحمّن على العرش استوى) –يعلم ما أنتم عليه )ولا تتوهمن من هذا الاستواء التجسيم او التحيز فإن إستواء من ليس كمثله شيئ وإنما هو استواء يليق بجلاله وكبريائه سبحانه وتعالى وهذا الماء-أي: المسمى ماء الحياة- يصب منه على العصاة حين يخرجون منجهنم فينبتون نبات الحبة في حميل السيل كما جاء في الصحيحين وغيرهما فتربو اجسامهم وتنمو وتعود بعد ان احترقوا وصاروا حمما
وهو الماء الذي اصاب الحوت فانسل من المكتل كما في( صحيح) البخاري وفيه حتى انتهيا الى الصخرة فنزلا عندها قال فوضع موسى راسه فنام قال –وفي اصل الصخرة عين يقال لها الحياة لايصيب من مائها شيئ الا حيي فاصاب الحوت من ماء تلك العين فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر الحديث
وبهذا الماء يحيي الله تعالى الاجساد بعد موتها يوم القيامة
فقد روى الشيخان وغيرهما عن ابي هريرة ر قال قال رسول الله ص مابين النفختين اربعون قيل أي لابي هريرة اربعون يوما قال ابو هريرة ر ابيت
قيل اربعون شهرا قال ابو هريرة ر ابيت
قيل اربعون سنة قال ابيت
ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس شيئ من الانسان إلا يبلىإلاعظم واحد وهو عجب الذنب وهو يركب الخلق يوم القيامة
سبحان من يحي العظام وهي رميم